كشفت برقيتان دبلوماسيتان اميركيتان نشرهما موقع ويكيليكس عن ان الامارات
طلبت مساعدة الولايات المتحدة في التحقيقات حول اغتيال قيادي حماس محمود
المبحوح بعد نحو شهر من الجريمة، وهو ما يكذب
ادعاءات مسؤولين
اميركيين كانوا نفوا تلقيهم مثل هذا الطلب. وتضمنت البرقيتان تفاصيل عن طلب
الامارات معلومات حول تحويلات مالية استخدمت فيها ثلاث بطاقات ائتمان
صادرة عن بنك في الولايات المتحدة من قبل ثلاثة عملاء للموساد تقول الدولة
الخليجية انهم كانوا من ضمن فريق ضم 27 شخصا قام بتنفيذ عملية اغتيال
المبحوح في امارة دبي مطلع العام الماضي.
وجاء في نص احدى البرقيتين التي بعثت بها السفارة الاميركية في الامارات
الى وزارة الخارجية في واشنطن ان "وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي
(انور) قرقاش طلب رسميا من السفير (الاميركي) المساعدة بتزويد (الامارات)
بتفاصيل تتعلق بمعلومات عن بطاقات ائتمان يعتقد ان بنكا اميركيا اصدرها
لعدة مشتبه بهم في اغتيال قيادي حماس محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي".
وجرى تضمين ارقام بطاقات الائتمان في البرقية مع طلب بسرعة تزويد
المعلومات الى الحكومة الاماراتية التي ترغب بشكل "عاجل" في الحصول على
التفاصيل حول البطاقات.
ولخصت البرقية الثانية التي جرى ارسالها الى واشنطن في 31 كانون
الثاني/يناير 2010 من قبل السفارة الاميركية في دبي ووقعها السفير ريتشارد
اولسون، التغطيات الاخبارية المحلية والدولية لحادثة الاغتيال، واشارت الى
لقاء حصل بالمصادفة بين المبعوث الاميركي والمستشار الاعلامي لوزير
الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد ال نهيان خلال مناسبة اجتماعية جرت
فيما كانت قصة الاغتيال تتفجر اعلاميا.
وقد لفت اولسن انتباه المستشار الاعلامي الى حادثة الاغتيال، وبعد ذلك قام
الاخير باجراء عدة اتصالات و"عاد ليبلغ السفير بان الموقف العام للامارات
تجري مناقشته بين حاكم دبي محمد بن راشد وولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد.
والخياران الجاري مناقشتهما هو ان لا يتم قول شئ نهائيا، او الكشف كليا او
جزئيا عن المدى الكامل لتحقيقات دولة الامارات العربية المتحدة".
وعلق مسؤولو السفارة الاميركية في البرقية حول ما اعتقدوا انها الابعاد
التي تقف وراء البيان الذي اصدرته الامارات حول حادثة الاغتيال. وجاء في
التعليق بحسب الوثيقة انه "عدم قول شئ يمكن ان يفسر على انه يحمي
الاسرائيليين، وفي المحصلة، اختارت الامارات ان تكشف كل شئ.
البيان جرى اعداده بعناية بحيث لا يوجه اصابع الاتهام، ولكن الاشارة في
الوثيقة (البيان) الى عصابة تحمل جوازات سفر غربية ستتم قراءتها محليا على
انها تعود على الموساد". وتاتي المعلومات التي تكشف عنها البرقيتان لتكذبا
ما كان المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية أعلنه في حينه أن سلطات
الامارات لم تطلب مساعدة من السلطات الأميركية.
الى ذلك، وبحسب ما تذكره صحيفة "السفير" اللبنانية، فان وعد مؤسس موقع
ويكيليكس جوليان أسانج "بنشر وثائق عن حرب لبنان الثانية واغتيال..المبحوح
على أيدي عملاء الموساد الإسرائيلي في دبي، قد بدأ يتحقق". وكان أسانج أعلن
في مقابلة مع قناة الجزيرة أن الموقع يملك 3700 وثيقة تتعلق بإسرائيل، وأن
بعض هذه الوثائق يتصل بحرب لبنان الثانية واغتيال المبحوح.
وشدد أسانج على أنه خلال ستة أشهر سيتم الكشف أيضا عن تفاصيل لقاء رئيس
الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالسفير الأميركي في العاصمة
الفرنسية.